توالت الرجات الأرضية المسجلة في ولاية سيدي بوزيد خاصة، منذ الثالث من فيفري الفارط وكانت آخرها أمس الأربعاء، بمعتمدية المكناسي من ولاية سيدي بوزيد، بلغت قوتها 4,3 درجات على سلم ريشتر. وفي هذا الإطار، أفاد نجيب بحروني، دكتور مختص في المخاطر الزلزالية، ومدير مشرف على مشروع وطني حول "دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية للبلاد التونسية"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "كابتشينو" على الجوهرة أف أم، بأنّ "الرجات الأرضية بين 1 و3 درجات ضعيفة وتحدث يوميًّا نظرًا إلى أنّ الأرض متكوّنة من صفائح تكتونية تتحرّك بشكل دائم، أما التي تكون قوّتها بين 3 و5 تعتبر متوسّطة، وتكون قويّة عندما تبلغ شدّتها من 6 درجات فما فوق". وأوضح بحروني أنّ "تونس تتميّز بتصدّعات تكتونيّة والزلزال هو تحرّك فجئي للقشرة الأرضية التي تتحرّك بالقرب من التصدعات التكتونية"، مفسّرًا أنّ "تونس لا تتأثّر بالزلازل التي تحدث في البلدان الأخرى بل بتحرّك صفيحة أفريقيا". وقال المختصّ إنّ "تمركز الرجات الأرضية في منطقة واحدة، مثل ما حدث في المكناسي بسيدي بوزيد، يُمكن تفسيره بأنّ هذه الجهة تتميّز بصدوع تكتونية هامّة ونشطة". وبيّن أنّ "المكناسي تتميّز بصدع هام اتّجاه شرق-غرب ويمرّ قرب جبل بوهدمة، كما تتميّز بصدع تكتوني نشط اتجاهه شمال-غرب ويمرّ عبر الرقاب والمزونة وصولاً إلى قابس، بالإضافة إلى صدع تكتوني آخر يمتد من جهة السند ويمرّ عبر جبل بوهدمة". وأكّد المختص في المخاطر الزلزالية أنّ "هذه الرجات التي تحدث في تونس لا تكتسي أي خطورة، ورغم أنّ النشاط الزلزالي في تونس مقارنة بالدول المجاورة يعتبر ضعيفا ومتوسّطًا لكنّ الدولة التونسية تُسلّط اهتمامها على هذا الموضوع وتم إحداث مشروع متمثّل في دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية للبلاد التونسية"، موضّحًا أنّ "الهدف من هذا المشروع هو مدّ وزارة التجهيز والسلطات المعنيّة بالنتائج العلميّة لاعتمادها أثناء تشييد المشاريع الكبرى". ولفت إلى أنّ "مشروع طريق السيارة الجديدة الرابطة بين تونس وجلمة التي تشمل قنطرتيْن، يتم إنجازهما حاليًّا وفق معايير مقاومة للزلازل استنادًا على النتائج العلمية التي توصّل لها الديوان الوطني للمناجم".